HaifaPost#

#HaifaPost

من البطاقة البريدية إلى الإنستغرام
 

شكّلت البطاقات البريدية عبر التاريخ ما يشبه معالِم في الرحلات الشخصية حول العالم: ذكرى من مكانٍ ما مثل مدينة، دولة، موقع، وما شابه. عبر البطاقة البريدية، أرسَل المسافِرون رسائل إلى أعزائهم وشاطَروهم مناظر رأوها. كانت الصُّوَر التي ظهرت على البطاقات البريدية تصويرًا أو رسمًا لمكان/ موقع، موصوف بشكل عامّ بطريقة دراماتيكية تُضفي عليه جمالًا. عبر البطاقات البريدية، في العالم ما قبل الرقمي، تمكّن الناس من تكوين انطباعات عن أماكن أخرى، بعيدة جدًّا في بعض الأحيان، والتعرّف إلى أماكن ساحرة في العالم.

أمّا اليوم، فتكاد البطاقات البريدية تكون غير مُستخدَمة كوسيلة تواصل، إذ حلّت محلّها وسائلُ رقمية عديدة لتوثيق الرحلات والسفرات في أنحاء العالم. فالسهولة الشديدة لتخليد اللحظات في أيامنا تُتيح لأيِّ من بحوزته هاتف خلوي أن يُرسِل لأصدقائه ذكرياته من أماكن أخرى. وتشكّل مواقع التواصل الاجتماعيّ وسيلة يمكن عبرها لأيّ إنسان أن يوثّق أغلى لحظاته ويشاركها مع العالَم. فموقع التواصل الاجتماعي "إنستغرام" يُتيح التقاط صورة، تحريرها بطرائق عديدة، وبثّها إلى كلّ مَن يهمّه الأمر. يوضح "الهاشتاغ" (الوسم) أين التُقطت وماذا يظهر فيها. في الواقع، حساب الإنستغرام الشخصي أضحى ألبوم ذكريات مُصوَّرًا أو ألبوم بطاقات بريدية من أرجاء العالم يُشارَك إلكترونيًّا ويصبح متوفّرًا للجميع.

في مجموعة الراحل د. يرمياهو وشوشانة ريمون في متحف المدينة ما يزيد عن 2000 بطاقة بريدية لحيفا، بدءًا من القرن التاسع عشر حتى ثمانينات القرن العشرين. توثّق البطاقاتُ البريدية الأماكنَ الهامّة في حيفا ووجهات النظر وزوايا التصوير المعروفة في المدينة. تُعرَض في المعرض بطاقات مُمَّيزة لحيفا من المجموعة: الحدائق البهائية، جبل الكرمل، شاطئ البحر، أحياء المدينة القديمة، والميناء - كلّ هذا يظهر في البطاقات البريدية، التي تقدّم لنا عرضًا رائعًا ومُزخرَفًا لمدينة حيفا.

وكاستمرار تاريخي لهذه البطاقات، يعرض المعرِض أيضًا عشرات الصور لحيفا من الإنستغرام؛ وتصوّر هذه أيضًا المواقع البارزة في المدينة عبر "فلاتر" تصوير مختلفة. يسعى المعرض إلى تكوين سلسلة من الصور لحيفا - بدءًا من البطاقات البريدية القديمة حتى الصّور المعاصرة، التي تُلتقَط عبر كاميرا الهاتف الذكي و"فلتر" الإنستغرام. تغيّرت الوسيلة عبر السنين، لكنّ نقاط التصوير المميّزة ذاتها بقيت جذّابة، وقد غدت الآن منتشرة للعالم كلّه. يجعل ذلك صُوَر الإنستغرام، المنتشرة في المعرض إلى جانب البطاقات البريدية، تكتسب مكانةً جديدة ومُفاجِئة.

منسّقة المعرض: يفعات أشكنازي

مستشارة المعرض: شيري فيتسنر لفينكوبف

طاقم المنسّقات: إفرات أفني مازيه

أمينة المتحف: عنبار درور لكس