عودة إلى العجائب

السبت, 22.07.17, 20:00

السبت, 21.04.18

:

,

لمعلومات إضافية:

04-9115888

شارك

جمع التّحف يرافق الثقافة الغربيّة منذ مراحلها المبكّرة. فقبل الفترة الرومانيّة تمّ تكريس التّحف المجموعة لربّات الفنون. أغراض ساحرة جُمعتْ بدءًا من معبد أبولو في دلفي وانتهاءً ببقايا القدّيسين في الكنائس. جامعو "غرف العجائب" لنبلاء أوروبيّين في عصر النهضة نقلوا جمع التّحف إلى النطاق الشّخصيّ-المنزلي. في القصور والبيوت الأرستقراطيّة جُمعتْ معروضات نادرة من الطبيعة وأغراض من أقصى أنحاء العالم إلى جانب تحف أثريّة عجيبة وقطَع فنيّة. عبّرت هذه الغرف عن الرّعب الممزوج بالإعجاب، لكنّها عبّرت أيضًا عن الشّعور بالسيادية وبالاستعلاء التي كانت في صميم الكولونياليّة. تطوّرت هذه الغرف وأصبحت المتاحف التي نعرفها اليوم. أنماط العرض التي كانت سائدة حينذاك تغيّرت، وطُوِّرتْ طرق تصنيف وتوزيع عقلانيّة وفقًا لمجالات معرفيّة مختلفة. لكن، لا تزال "غرف العجائب" حتى اليوم بمثابة مستودعات للمعلومات النادرة والمثيرة، كما لا تزال تشكّل مصدر إلهام لجامعي المعارض في المتاحف وللفنّانين المُعاصرين. إنّها تشكّل بديلاً لفئات التصنيف المعاصرة، كخطوة بوست-كولونياليّة تنطوي على نقد موجّه إلى العالم الاستهلاكيّ.

وكعودة إلى "غرف العجائب" وإلى الخطاب المتحفيّ النامي في العقود الأخيرة في العالم وفي البلاد، أردنا أن نفحص محتويات مخازن متاحف حيفا بعين نضرة وبنظرة جديدة. بحثنا عن العجيب الرائع، الغريب والمسلّي. وضعنا في قاعة العرض أغراضًا وتحفًا فنية بشكلٍ مبعثر واعتباطيّ، وضعناها بجوار بعضها البعض – من دون هرميّة "طبقيّة"، ومن دون التزام ترتيب زمنيّ-تاريخيّ أو التزام عرض قصّة عليا ما. لقد وضعنا جنبًا إلى جنبٍ أعمالاً فنيّة غير معروفة ومنسيّة، أعمالاً فنيّة ذات مكانة ثقافية وتاريخية عالية، نتاجات حِرَفِيّة أصليّة وعددًا من الأعمال المُعاصرة لفنّانين غير مشمولين ضمن مجموعة المتحف. وفي خضمّ هذا الاستيلاد الانتقائي، الذي يتوافق مع تاريخ الحيّز المحلي والإبداع المنطقيّ، يطرح العرض للنقاش الطريقة التي يتمّ فيها الاختيار في العرض المتحفيّ – سواء في كلّ واحد من المتاحف المُمثَّلة في هذا المعرض أو في المعرض الحاليّ.

 

لشراء التذاكر ومزيد من المعلومات يرجى ترك التفاصيل الخاصة بك