نشأ هذا المعرض في أعقاب قيام متاحف حيفا بشراء المجموعة الحيفاوية للدكتور يرمياهو (يري) ريمون، وهي خطوة أدت إلى دخول مجموعة خاصّة كبيرة إلى داخل الحيّز المتحفيّ. يتناول المعرض التوتّر القائم بين "المجموعة الخاصّة" وبين "المجموعة المتحفيّة" في سياقات متنوّعة تتّصل بالذّاكرة، النّوستالجيا، التّخليد، أشكال التمثيل والعرض.
يودّ المعرض أن يشير إلى الاهتمام المتزايد ببحث العرض المتحفيّ والتأريخ البصري، وذلك على خلفيّة الاضطرابات التي تمرّ بها في العقود الأخيرة معارض في المتاحف التاريخية والمحلية في البلاد. إنّ التصوّر المتحفيّ الذي ساد في متاحف تاريخية في البلاد حوّل الاهتمام بـ"المصدر" لصالح الاهتمام بالرّواية وبالتفسير الذي يعرضه المتحف عند تعاطيه مع الماضي. في العقود الأخيرة، بدأت متاحف في أنحاء البلاد بتقديم معارض نوستالجية في مواضيع متنوّعة، تبحث الثقافة المادية والثقافة البصريّة التي نشأت في البلاد قبل قيام الدّولة وبعدها. أغراض من الحياة اليوميّة، تذكارات، نتاجات ثقافية شعبية، من ضمنها أغراض تُستخدم للحظة ثمّ تُهمل وتُرمى في سلّة المهملات، مثل تذاكر الباص، الإعلانات، الدعوات إلى مناسبات وما شابه، بدأت هذه كلّها تملأ قاعات العرض المتحفيّة. هذه المعارض ترتكز في جزئها الكبير على جزئيّات وأغراض موجودة في أيدي كانزين خاصّين و"مؤرخين هواة" للثقافة المادية المحليّة.
من هذا المنطلق، فإن فضاء المعرض يتطرّق إلى ثقافة الاستهلاك وإلى جمع الجزئيات على مستوى محلي في العقود الأخيرة منذ الثمانينات. هذه الأعمال الفنية، المجموعات اليومية، التجارية، السياحية والبلاستيكية تشكّل معًا غرفةً ملوّنة ساحرة. إلى جانب السّياقات النوستالجية والتاريخيّة تنشأ معاني جديدة نتيجة لوضع الأشياء معًا. يثير المعرض تساؤلات بشأن الطريقة التي نستطيع فيها أن نحكم على الزمن الذي نعيش فيه بشكلٍ موثوق. أيّ أغراض وأشياء "جديرة" بأن تدخل إلى "قاعة الذاكرة" التاريخيّة وأي موادّ ستحظى بأن تُعرَض في المستقبل؟