مجموعات د. يرمياهو (يري) ريمون (من مواليد حيفا، -2018-1933) - من المجموعات الخاصة الكبيرة والمهمّة لتاريخ أرض إسرائيل والصهيونيّة - هي نتاج عشرات السنين من جمع القطع بحماس ودقّة. إنّها تعكس الطريقة التي يعرّف بها والتر بنيامين، في مقالة له عن جمع القطع الفنية (من "المتجوّل")، الكانز كمتمردّ شجاع، يجمع الأغراض ليس بحسب قيمتها النفعيّة وإنما بحسب جمالها والذكريات التي تثيرها فيه.
عمليّة الجمع متداخلة بشكلٍ وثيق بمسيرة حياة د. ريمون. في طفولته وصباه في حيفا، في الأربعينات، تلقى تعليمه في مدرسة الريئالي العبريّة واهتمّ بجمع الطوابع. لقد تعرّف على عالم جمع القطع والأغراض من خلال والده شموئيل ريمون، وهو أحد هواة جمع الأعمال الفنية، في الأساس أعمال المذهب التعبيريّ الألمانيّ. في أثناء خدمته في "الشبيبة الطلائعيّة المحاربة" تعرّف ريمون على زوجته شوشانا وبدأ برعاية مجموعة الطوابع الخاصة بها وبجمع أغراض نادرة مرتبطة بتاريخ البريد في أرض إسرائيل. في الستينات، مع إنهائه دراسة اللقب الثاني في هندسة الطيران في التخنيون، أكمل ريمون دراسة الدكتوراة في جامعة برينستون في الولايات المتّحدة. منذ نهاية الستّينات وحتى أوائل التسعينات ترأس قسم علوم الحاسوب في رفائيل.
في موازاة ذلك، استمرّ في تطوير تشكيلة مجموعاته: كتب سفر، سياحة وبحث؛ مجموعة بطاقات بريديّة مرسوم ومصوّر عليها وبطاقات معايدة بحلول السّنة الجديدة؛ مجموعات ملصقات وخرائط فريدة من نوعها؛ مجموعة صور لمصوّرين مهمّين في البلاد، بمن فيهم فليكس بونفيس، ليو كاهن ويعقوف بن دوف؛ أعمال فنية من مدرسة بتسلئيل، ومن ضمن ذلك لزئيف رابان، بوريس شاتس وآخرين. نطاق المواضيع واسع: السياحة والبحوث على أرض إسرائيل، المؤتمر الصّهيونيّ، هرتسل، الأحداث الهامّة في تاريخ الحركة الصّهيونيّة، الصّندوق الدّائم لإسرائيل، الاستيطان اليهوديّ في أرض إسرائيل، الجنود العبريون في الحرب العالمية الثانية، بقايا اللجوء، الهجرة، المواصلات المحلية وغير ذلك. من كلّ هذه ينعكس الاهتمام العميق لدى ريمون بقصة الصهيونية وبإقامة دولة إسرائيل.
خصّص ريمون مجموعة خاصّة وفريدة لمدينة حيفا، ضمّت آلاف الجزئيّات التي توثّق تاريخها من العهد العثماني حتى أواخر القرن العشرين. الآلاف من الصور والبطاقات البريدية والوثائق والملصقات والأغراض التي تعكس فترة جوهرية في التاريخ المعماري والثقافي للمدينة والمدارك الصهيونية لمؤسّسي حيفا العبرية. تُستخدم هذه الموادّ كمصادر للبحث وللتعلّم وكأساس لمعارض تاريخية. ليس من سبيل الصدفة أنّ الكثير من جامعي المعارض والباحثين يتوجهون مرارًا وتكرارًا إلى هذه المجموعة. بعض الجزئيّات من المجموعة الحيفاويّة أدرجتْ بشكل منتظم في معارض في متحف المدينة منذ إقامته عام 2000، إلى أن قامت متاحف حيفا بشراء هذه المجموعة مؤخّرًا. هذا المعرض يتيح لروّاده إلقاء نظرة خاطفة على ماضي عاصمة الشمال، كما انعكست من خلال جواهر المجموعة الحيفاوية الخاصّة بالدكتور ريمون.