يقدّم هذا المعرض للمتمعّن/ة فيه فرصة لبحث مسائل طبقيّة عبر أشكال تعبير بصريّة. فرضية العمل التي انطلق منها أمينا المعرض هي أنّ حيفا تتيح إلقاء نظرة خاصة على طبقة العاملين في إسرائيل. يدور في المدينة صراع طبقيّ مستمرّ بين قوى رأس المال-السلطة وبين طبقة العاملين/ات. تحوّلت خلال هذا الصراع أحداث محلية إلى أحداث مفصليّة مبلورة في الوعي الجماعيّ- بدءًا من مراحل تحويل حيفا في فترة الحكم البريطاني إلى مركز صناعيّ ولوجيستيّ، مرورًا بمراحل التردّي التي مرّت بها المدينة منذ سنوات الثمانين تحت نظام الخصخصة الإسرائيليّ، وانتهاءً بالصراعات الراهنة ضد سيطرة رأس المال على ممتلكاتها ومقدّراتها الإستراتيجيّة.
بالنسبة إلى المشاركين/ات في المعرض، مدينة حيفا هي حقًّا "حمراء" – طليعيّة. تتقصّى الأعمال الفنيّة حلبة الصراعات الطبقيّة المختلفة – من توثيق متأخّر لإضراب البحّارة وحتى العمل الإبداعيّ السياسيّ-الشخصيّ لعامل شركة مقاولة في ميناء حيفا اليوم. إنّ ترهّل سيطرة الهستدروت في الحيّز المدينيّ الحيفاويّ تُقدّم في المعرض من خلال نظرة راهنة على بيت الهستدروت في شارع هحلوتس. وتتجلّى في المعرض نظرة واعية على موجة الهجرة الكبيرة من دول الاتحاد السوفييتي سابقًا في أوائل التسعينات، من خلال عمل يعكس لقاء العاملين/ات المهنيّين والمتعلّمين بسوق عمل صغير واستغلاليّ، وما أعقب ذلك من أزمة هويّة. كما تقدّم في المعرض أعمالٌ تتوقّف عند العلاقة بين الصراع الطبقيّ والصراع القوميّ، إلى جانب عمل يُعاين تعقيدات رموز النقابات المهنيّة والمكانة المهنيّة لـ"منتِج" هذه الرّموز.
إنّ جميع هذه الأعمال تستدعي نقاشًا أقدامه ثابتة في السياق التاريخيّ أمّا وجهه فيتّجه نحو التطوّرات الطبقيّة المعاصرة في أوساط الجماهير في البلاد والعالم.
إفرات لفين ورافي (رفائيل) كيمحي
أمينا المعرض