"الممثّل"يموت" كلّ مساءٍ على منصّة المسرح. بعد التصفيق، مع إسدال الستارة، يختفي الممثل والشخصية التي يؤدّيها في مكان ما في غياهب النسيان. جاء زئيف وبدّل أنظمة التكوين. وبفضله ظلّت أسرة المسرح حيّة إلى الأبد. زئيف رجل ذكيّ، مفعمٌ بالفكاهة والرقة، ذو موهبة نادرة على وقف الزمن بمساعدة الخطّ المنساب على الورق، يُخلّدنا برسومه الكاريكاتورية، التي هي أروع اللحظات في حياتنا. بدونه كنّا سنضيع. زئيف يُحافظ على شبابنا ويحبّ شيخوختنا. إنّه يجمّد اللحظة التي نُبدع فيها. زئيف هو حارس التخوم لأرشيف حياة الممثّل وإبداعه".
شلومو بار-شفيط، الحائز على جائزة المسرح الإسرائيلي على نتاج الحياة، 1993
زئيف، الاسم الأدبي ليعقوف فركش (1923 - 2002)، من عمالقة الرسم والرسم الكاريكاتوري الإسرائيليين،كان جزءًا لا يتجزّأ من ثقافة المسرح في البلاد. كهاوي مسرح متعطّش رسم زئيف من مقعده في الصفّ الأماميّ مسرحيّات، عروضًا افتتاحية ومهرجانات في أنحاء البلاد عمومًا، وفي المسرح الحيفاويّ خصوصًا.
يقدّم المعرض مجموعة مختارة من الرسوم التخطيطية الأولية، مراحل العمل وتسجيلات لبورتريهات خاصة بكبار الممثلين الذي مثّلوا على منصّات مسرح حيفا، والذين رسمتهم يد زئيف المبدعة بدءًا من خمسينيّات القرن العشرين. شكّلت هذه الأعمال أساسًا لرسوم قام برسمها لصالح جريدة "معريف" وأرفقت بمقالات وتقارير عن المسرحية.
فسّر زئيف انفصام شخصيّته، كرسّام كاريكاتير سياسيّ لجريدة "هآرتس" وكرسّام لجريدة "معريف"، بلغة موسيقيّة: "في "معريف" أنا عازف بيانو، أرافق العازفين المنفردين كرسّام، ورسوماتي مرتبطة بالنصّ. في "هآرتس" أنا العازف المنفرد، كرسّام كاريكاتور مستقلّ. فالرسم الكاريكاتوري السياسيّ هو أشبه بمقال صحفيّ بالرسم."