عبر المجرى رأيت عالَمًا | أودين شادمي

جيفيري

ريفكا بلاي

توجد في حي نيفي دافيد في حيفا حديقة جماعية يرعاها سكان الحي. تنقسم الحديقة إلى أسرة ومناطق صغيرة، حيث يتم زراعة مجموعة مختلفة من الخضروات أو الفاكهة في كل منها. وعلى مدار عام، قامت الفنانة ريفكا بلاي، التي هاجرت من إثيوبيا عام 1994، بتوثيق والدها وسكان الحي الآخرين داخل الحديقة. غيرت الهجرة من إثيوبيا نمط حياة المهاجرين وأجبرتهم على البحث عن مهن وأماكن جديدة لكسب الرزق، لكن في قلبهم وفي هويتهم لا يزال كل واحد منهم مزارعا ("جيفيري" باللغة الأمهرية). تتيح لهم الحديقة مواصلة المشاركة في الأنشطة المتعلقة بجذورهم الثقافية.

يتيح توثيق ريفكا إلقاء نظرة خاطفة على الحياة اليومية لهؤلاء الرجال المزارعين، الذين أنشأوا على مر السنين مجتمعًا جديدًا داخل الحديقة. يوثق الفيلم والصور الفوتوغرافية لحظات نثر البذر، الري، النمو، الحصاد والقطف والتعبير عن الكثير من الفخر بالمنتج الذي يتم إنتاجه في الحديقة. في وسط منطقة الحديقة يوجد أساس لبناء جوجو - وهو منزل إثيوبي تقليدي مصنوع من الخشب والطين. وحتى يومنا هذا لم يتم الانتهاء من بناء المنزل، ولعل وجوده الجزئي يرمز إلى نقطة الوسط بين المنزل هناك والمنزل هنا. ومن منطلق الرغبة في العودة إلى جذورهم وديارهم، حاول سكان الحي إنشاء ما يشبه "الواحة" المألوفة والممتعة، قطعة من العالم تذكرهم من أين أتوا وما هي هويتهم.

توثق الأعمال الموجودة في المعرض شخصيات رجولية تتعامل منذ عدة عقود مع رغبة مستمرة في التكيف مع مكان جديد. اختارت ريفكا توثيقهم على أساس أنهم بنوا مكانًا يسمح لهم بممارسة ما يجيدونه، مكانًا يمكنهم فيه إنشاء شيء جديد وجني ثمار نجاحهم.

قيمة المعرض يفعات أشكنازي
قيّم الحاضنة لفنون المكان عوز زلوف